أرنستو تشى جيفارا ـ 14 يونيو 1926 ـ 9 أكتوبر 1967 ، ثورى كوبى أرجنينى المولد كان رفيق فيديل كاسترو ، يعتبر شخصية ثورية فذة فى نظر الكثيرين
درس الطب فى جامعة بونيس آيرس وتخرج منها عام 1953 ، وكان مصاب بالربو فلم يلتحق بالخدمة العسكرية . قام بجولة حول أمريكا الجنوبية مع صديقة ألبيرتو غرانادو على متن دراجة نارية وهو فى السنة الأخيرة من الطب ، وكونت تلك الرحلة شخصيتة وإحساسة بمدى الظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على المُزارع اللاتينى البسيط ، توجة بعدها الى جواتيمالا ، حيث كان رئيسها يقود حكومة يسارية شعبية ، كانت من خلال تعديلات . وعلى وجة الخصوص تعديلات فى شؤون الأرض والزراعة . تتجة نحو ثورية اشتراكية . وكانت الإطاحة بالحكومة الغواتيمالية عام 1954 بإنقلاب عسكرى مدعوم من قبل وكالة المخابرات المركزية
فى عام 1955 قابل جيفارا المناضلة اليسارية " هيلدا أكوستا " من بيرو فى منفاها فى جواتيمالا , فتزوجها وأنجب منها طفلتة الأولى ـ وهيلدا هى التى جعلتة يقرأ للمرة الأولى بعض الكلاسيكيات الماركسية . إضافة الى لينين وتروتسكى و ماو تسى تونج ، سافر جيفارا بعدها الى المكسيك بعد أن حذرتة السفارة الأرجنتينية من أنة مطلوب من قبل المخابرات المركزية ، والتقى هناك بفيديل كاسترو المنفى مع أصدقائة الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج كاسترو من سجنة فى كوبا . ما إن خرج فيديل كاسترو من سجنة حتى قرر جيفارا الإنضمام للثورة الكوبية وقد رأى فيديل كاسترو أنهم فى أمس الحاجة الية كطبيب .
الثورة الكوبية ،،
فى عام 1959 إكتسح رجال حرب العصابات هفانا برئاسة فيديل كاسترو وأسقطوا الديكتاتورية العسكرية لباتيستا . هذا برغم تسليح حكومة الولايات المتحدة وتمويلها لباتيستا ،، دخل الثوار كوبا على ظهر زورق ولم يكن معهم سوى ثمانين رجلاً لم يبقى منهم سوى عشرة رجال فقط ، بينهم كاسترو وأخوة راءول و " جيفارا " ولكن هذا الهجوم الفاشل أكسبهم مؤيدين كثيرين خاصة فى الأماكن الريفية ، وظلت المجموعة تمارس حرب العاصابات سنتين وخسروا نصف عددهم فى معركة مع الجيش
كان خطاب كاسترو سبباً فى إضراب شامل ، وبواسطة خطة جيفارا للنزول من جبال سيريا مايسترا بإتجاة العاصمة الكوبية تمكن الثوار من دخول العاصمة هافانا فى يناير 1959 على رأس ثلاثمائة مقاتل ، ليبدأ عهد جديد فى حياة كوبا بعد إنتصار الثورة وإطاحتها بحكم الديكتاتور باتيستا ، وفى تلك الأثناء إكتسب جيفارا لقب " تشى " الأرجنتينى ، وتزوج من زوجتة الثانية " إليدا مارش " وأنجب منها أربعة أبناء بعد أن طلق زوجتة الأولى ..
برز تشى جيفارا كقائد ومقاتل شرس جداً لا يهاب الموت وسريع البديهة يحسن التصرف فى الآزمات . لم يعد جيفارا مجرد طبيب بل أصبح قائداً برتبة عقيد ، وشريك فيديل كاسترو فى قيادة الثورة ، وقد أشرق كاسترو على إستراتيجية المعارك بينما قاد وخطط جيفارا للمعارك , اى ان الاخير كان العقل المدبر لتلك الثورات النضالية
صدر قانون يعطى الجنسية والمواطنة لكل من شارك فى الثورة برتبة عقيد . ولم توجد هذه المواصفات سوى فى جيفارا الذى عّين مديرا للمصرف المركزى وأشرف على محاكمات خصوم الثورة وبناء الدولة فى فترة لم تعلن فيها الثورة عن وجهها الشيوعى . وما أن أمسكت الثورة بزمام الأمور وبخاصة الجيش ، حتى قامت الحكومة الشيوعية التى كان جيفارا بها وزيرا للصناعة وممثلاً لكوبا فى الخارج ومتحدثاً بإسمها فى الأمم المتحدة كما قام بزيارة الإتحاد السوفيتى والصين ، وإختلف مع السوفيت على إثر سحب صواريخهم من كوبا بعد أن وقعت الولايات المتحدة معاهدة عدم اعتداء مع كوبا
ومن خلال المناصب التى حصل عليها جيفارا قام بالتصدى بكل قوة لتدخلات الولايات المتحدة ، فقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالإتفاق مع كاسترو فشددت الولايات المتحدة الحصار على كوبا وهو ما جعل الحكومة الكوبية تتجة تدريجياً نحو الإتحاد السوفيتى كما أعلنت عن مسانتدها لحركات التحرير فى كل من : تشيلى ، الجزائر ، فيتنام
لم يرتاح جيفار للحياة السياسية فإختفى ! ونشرت مقالات كثيرة عن مقتلة لكى يرد لعل ردة يحدد مكانة لكنة لم يرد نشرت وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية حينها شائعات تدعى فيها إختفاء جيفارا فى ظروف غامضة ,ومقتلة على يد زميلة فى النضال فيديل كاسترو مما إضطر الزعيم الكوبى كاسترو فى الكشف عن الغموض الذى إكتنف إختفائة من الجزيرة للشعب الكوبى فأدلى بخطابة الشهير الذى ورد في بعض أجزائة ما يلى .. لدى هنا رسالة كتبت بخط اليد من الرفيق إرنستو تشى جيفارا يقول فيها : "" أشعر أننى أتممت ما لدى من واجبات تربطنى بالثورة الكوبية على أرضها لهذا أستودعك وأستودع الرفاق وأستودع شعبك الذى أصبح شعبى . أتقدم رسمياً بإستقالتى من قيادة الحزب ، ومن منصبى كوزير ، ومن رتبة القائد ، ومن جنسيتى الكوبية .. لم يعد يربطنى شيئاً قانونى بكوبا ,""
أكدت هذه الرسالة إصرار جيفارا على عدم العودة الى كوبا بصفة رسمية ، بل كثائر يبحث عن ملاذ آمن بين الحين والآخر.. , وقد قال فى ذلك إحدى أشهر أقوالة الأسطورية " إن الثورة تتجمد وأن الثورا ينتابهم الصقيع حين يجلسون فوق الكراسى ، وأنا لا أستطيع أن أعيش ودماء الثورة مجمدة داخلى ."
فى عام 1965 سافر جيفارا الى الكونغو وسعى لإقامة مجموعات حرب عصابات فيها ومع أن فكرتة لم تلق صدى واسعاً لدى بعض القادة ، أصر جيفارا على موقفة ، وتموة بملابس رجل أعمال ثرى . لينطلق فى رحلة طويلة سافر فيها من بلد الى أخر ليواجة المصاعب واحدة تلو الأخرى
ذهب جيفارا لأفريقيا مسانداً للثورات التحررية ، قائدا لـ 125 كوبياً ولكن فشلت التجربة الأفريقية لأسباب عديدة ، منها عدم تعاون رؤوس الثورة الأفارقة ، واختلاف المناخ واللغة وإنتهى الأمر ب جيفارا فى أحد المستشفيات فى براغ للنقاهة ، وزارة كاسترو بنفسة ليرجوة العودة ، لكنة بقى فى زائير " جمهورية الكونغو الديمقراطية " محارباً بجانب قائد ثورة الكونغو باتريس لومومبا ، لكنة فجأة ظهر فى بوليفيا قائداً لثورة جديدة . ولم يوثق هذه المرحلة سوى رسائلة لفيديل كاسترو الذى لم ينقطع الإتصال معة حتى ايامة الأخيرة
لم يكن مشروع جيفارا هو خلق حركة مسلحة بوليفية ، بل التحضير لرص صفوف الحركات التحررية فى أمريكا اللاتينية لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات دول القارة .
منذ بداية عام 1967 وجد جيفارا نفسة مع مقاتلية الـ عشرين وحيداً يواجة وحدات الجيش المدججة بالسلاح بقيادة ال سى أى أية فى برارى بوليفيا الإستوائية . أراد جيفارا أن يمضى بعض الوقت فى حشد القوى والعمل على تجنيد الفلاحين والهنود الحمر من حولة . ولكنة أُجبر على خوض المعارك مُبكراً
ألقى القبض على أثنين من مراسلى الثوار، فاعترفوا تحت قسوة التعذيب أن جيفارا هو قائد الثوار. فبدأت حينها مطاردة لشخص واحد . بقيت السى أى أية على رأس جهود الجيش البوليفى طوال الحملة . فإنتشر الاف الجنود لتمشيط المناطق الوعرة بحثاً عن أربعين رجلاً ضعيفاً وجائعاً . قسم جيفارا قواتة لتسرع تقدمها ، ثم أمضوا بعد ذلك أربعة أشهر متفرقين عن بعضهم فى ألأدغال . الى جانب ظروف الضعف والعزلة هذه ، تعرض جيفارا الى أزمات ربو حادة . مما ساهم فى تسهيل البحث عنة ومطاردتة .. وفى يوم 8 أكتوبر 1967 نجحت إحدى وحدات المخابرات الأمريكية فى تحديد مكانة وتوجهت قوة أخرى من المخابرات الأمريكية لتشارك مع قوة الجيش فى حصار قرية "ساما باتا " إذ يمكث المناضل جيفارا ورفاقة بها ، وظلو يقاتلون نحو ستة ساعات كاملة هذة القوة الضاربة حتى أودت بموت جميع رفاقة وإصابة جيفارا بجروح فى ساقة الى أن نفذت ذخيرتة ودُمر سلاحة تماماً ، وهو ما يفسر وقوعة فى الأسر حياً ,, تم اسر جيفارا ونقلة الى قرية " لاهيجيرا " وبقى حياً لمدة يوم ، وفى مدرسة القرية نفذ ضابط الصف " ماريو تيران " تعليمات قائدية " ميجيل و سيلنيش " بإطلاق النار على جيفارا .. ودخل ماريو علية متردداً فى إطلاق النار وبعد أن كرر القائدين لة أمر إطلاق النار أخذ ماريو يطلق الرصاص على المناضل جيفارا من أعلى لأسفل ، حيث كانت الأوامر واضحة بعدم إطلاق النار الى القلب مباشرة حتى تطول فترة إحتضارة ! الى أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصة من مسدسة على الجانب الأيسر فأنهى حياتة
وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثمان جيفارا لأخية أو حتى تعريف أحد بمكانة أو بمقبرتة حتى لا تكون مزاراً للثوارمن كل أنحاء العالم . ولم يكتفى الجبناء بقتل هذا الأسير الأعزل فقط بل قاموا ببتر يدية للتعرف على بصماتة !! وفى عام 1977 كشف النقاب عن جثمان الغائب الحاضر والمناضل الاسطور إرنستو تشى جيفارا وأعيد الى كوبا حيث قام الرئيس الكوبى السابق فيديل كاسترو بدفنة بصفة رسمية .
قتلت أمريكا جيفارا الإنسان لتخلق جيفارا الاسطورة ، حيث شاهد العالم فى عام 1968 غضب عارم من شبان أوربا وخرجوا الى الشوارع معلنين أنهم يستطيعون إنهاء الحروب وتغير ملامح العالم وأصبح جيفارا بعد موتة هو شهيد لقضاياهم ، أصبح يمثل أحلام ورغبات الملايين ممن يحملون صورة ..