في العائلة الحديثة تقوم الأم بمهام كثيرة ومتنوعة.
خاصة المرأة التي تعمل في وظيفة إضافة إلى الأعباء المنزلية.
فبدلاً عن حياة واحدة تعيش عادة المرأة ثلاث شخصيات في حياة واحدة
. شخصية العمل، شخصية الأم وشخصية الزوجة أو المرأة.
وتتحول هذه الحياة إلى سباق مع الزمن تحاول فيه المرأة أن تثبت قدرتها على الامساك بكل زمام الأمور.
مع ابنها: "وضعت لك سندويشة في حقيبة المدرسة"
" لا تنس علبة الأقلام" " وقعت على دفاتر المدرسة" "
سوف أذهب لرؤية المدير بخصوص الشجار الذي قمت به أمس" ...
مع زوجها: " لا أعرف أي قميص سوف تلبس لذلك كويت لك ثلاث قمصان" "
كتبتلك على المحفظة رقم هاتف دكتور الأسنان. أخذتلك موعد معه الأسبوع القادم"
" لا تنس تعيد أمك بعيد ميلادها. حماتي بتحب الدلال" ....
حبها وحنانها، اهتمامها بالجميع وبأدق التفاصيل ينسيها الاهتمام بنفسها
. لكن لماذا كل هذه التعب والاجهاد؟
إنه في أغلب الأحيان محاولة إخفاء أو طلب بشكل مبطن لمزيد من الاهتمام ممن حولها.
فهي تحب أن يعرف أطفالها كم تهتم بهم وبأدق تفاصيل حياتهم وألعابهم.
وتنتظر منهم رد الجميل بالقبلات والشكر والاعتراف بفضل هذه السيدة التي تملأ حياتهم.
وهي تحب أن يدرك زوجها أنها فوق العمل الذي تقوم به فهي تهتم به وبراحته وبصحته وعلاقاته الاجتماعية.
هي التي تتعب دوماً دون مقابل.
وإن كان هناك مقابل فهي تتمنى أن يعترف زوجها بالجميل وبتعبها.
أن يخف عنها أحياناً بطلباته الجنسية. أن يشاركها الاهتمام في البيت.
لكنها من حيث لا تدري تقع في فخ خطير.
هذا الفخ هو فخ أن لا شيء يمكن أن يمشي دونها.
لا تستطيع أن تتحمل في بعض الأحيان أن يقوم زوجها بالاعتناء بوظائف الأطفال
وهو الذي لا يعلم عمل أي شيء دون إشرافها.
المصيبة أكبر عندما تبدأ ابنتها باكتشاف الحياة وامتلاك آرائها الخاصة دون اللجوء إلى نصح أمها الخبيرة.
المرأة التي تعمل بإخلاص على كل الجبهات غالباً ما تخفي رغباتها.
لكن اختلال التوازن الذي تخلقه في حياتها يمكن أن يتعبها أكثر من تعب إخلاصها في حياتها الزوجية،
العائلية والمهنية.
أن تصبحي امرأة هو أمر صعب، لكن الحفاظ على هذه الطبيعة أصعب